الفُراق ...
حُزن كلهيب الشمس يُبخر الذكريات من القلب
ليسمو بها الى عليائها
فتُجيبه العيون بنثر مائها .. لتطفيء لهيب الذكريات ...
الفُراق ...
نار ليس لها حدود .. لا يحسه إلا من إكوى بناره ..
الفُراق ...
لسانه الدموع .. و حديثه الصمت .. و نظره يجوب السماء ..
الفُراق ..
هو القاتل الصامت .. و القاهر المُميت .. و الجرح الذي لا يبرأ .. و الداء الحامل لدوائه ..
الفُراق ...
كا الحب تعجز الحروف عن وصفه ..
الفُراق ..
كالعين الجارية التي بعد ما أخضر مُحيطها نضبت ...
عند الفُراق ..
إجعل لعينيك الكلام
فسيقرأ من أحبك سوادُها ..
و إجعل وداعك لوحة من المشاعر ...
يستميت الفنانون لرسمها و لا يستطيعون ...
فهذا أخر ما سيسجله الزمن في رصيدكما ..
•°• و بعد الفُراق •°•
تبقى هناك أشياء لا نملك لها نهاية ،،
إنها تلك الأشياء التي تعلن صرخة الميلاد مع اللفظة الأخيرة لأنفاس الحكاية ،،
و أول ما يهزمنا بعد الفراق ،،
•°• لحظة حنين عابرة •°•
فنمارس الحنين مرغمين ،،
نًحِنُ إلى أحاديث جميلة تقاسمها ذات يوم قلب مع قلب ,, و الحلم ثالثهما
نًحِنُ إلى أحلام جميلة نسجها ذات يوم خيال مع خيال ،، و الأمل ثالثهما
نًحِنُ إلى إنسان ،، إلى وجه إلى نبض ،، إلى أشياء كثيرة كانت موجودة ولم تعد
•°• بعد الفُراق •°•
تبقى هناك أشياء كثيرة لا نملك لها نهاية ،،
و أول ما يواجهنا بعد الفراق من الأشياء ،،
•°• الذكـــرى •°•
و الذكرى بعد الفراق تؤلم و إن كانت من ذلك النوع السعيد ،،
فصفة النهاية توحي بالضياع ،،
و تعطي إنطباعاً بالحزن ،،
فنحتسي الحزن مرغمين ،،
و نحــزن نحزن على أشياء كثيرة عزيزة ، جميلة ،
كانت موجودة ولم تعد
•°• بعد الفُراق •°•
تبقى هناك أشياء كثيرة لا نملك لها نهاية ،، أشياء تلاحقنا كالظل ،،
و أول ما يلاحقنا بعد الفراق ،،
•°• البقـــايـــا •°•
و البقايا هي قشور الحكاية المتناثرة كهشيم الزجاج في أعين حاضرنا ،،
فنحن نراها نتذكــر ،،
و حين نتذكر نتــألم ،، و حين نتألم نبـــكي ،،
فهي تذكرنا دائماً بأن هناك من رحل عنا ،،
النصف الآخر الذي كان موجوداً ،، ولم يعد
•°• بعد الفُراق •°•
تبقى هناك أشياء كثيرة لا نملك لها نهاية ،،
أشياء نحتاج إليها و بشدة ،،
و أول ما نحتاج إليه بعد الفراق ،،
•°• الدمــوع •°•
بها نغسل ما تراكم في أعماقنا من صدأ الأيام ،،
و بها نطهر جرحاً حُفِرَ بسيف الفُراق ،،
فأوحى و قتل ،،
و بها نهزم الحنين ،،
و بها نخفف من وطأة الذكرى
و بها ،، و بها ،، و بها ،،
نداوي بعض الجروح
•°• بعد الفراق •°•
لا تنتظر بزوغ القمر لتشكوا له ألم البُعاد ..
لانه سيغيب ليرمي ما حمله و يعود لنا قمراً جديد ..
و لا تقف أمام البحر لتُهيج أمواجه و تزيد على ماءه من دموعك
لأنه سيرمي بهمك في قاع ليس له قرار و يعود لنا بحر هادئ من جديد ..
و هذه هي سنة الكون ....
... يوم يحملك و يوم تحمله ...
و أنت .. ماذا عنك أنت !!؟
لِم تحمل الأيام كلها .. لِم تقف مكانك بِلا حِراك
تندب الأطلال و تبللك الدموع و تتقاذفك الآلآم و يأكل منك الندم
و تضرب الأكف بلحن الآهااااات على مافات ..
فهل ستُعيد ما كان .. لا ..
إنك لن ترُد النهر الى مصبه ..
و الشمس الى مطلعها ...
بل ستكون كمن يطحن الطحين و هو مطحون .. و ينشر نشارة الخشب ...
و ستُردد كان يا ما كان .. ..
لم لا تُرخي سِتار الأمل .. و تودع الماضي بلا أمل للعودة ..
لِم لا تكون كالقمر أو مثل البحر ..
تُلقي بهمك ولا تلقي له بالاً ..
فتعود لترى كيف تعزف الأيام لحنها على نغمات مستقبلاً واعد ....
فإن كنت فارقت حبيباً لا تظن أنه سيعوض ..
فالكل يرى حبيبه مثل ما أنت تراه ..
فالدنيا وإن خلت من الأحباب بعينك.. فهي بالبصيرة مليئة ..
فإبحث مثل بحثك مسبقاً و ستجد من يوازي حبيبك أو يربوا عليه ..
فلا تقف عند حداً و الحياة بلا حدود ..
الكل يسعى و أنت مُكبِلاً نفسك بالقيود ..
فتسعد غيرك و أنت شاقي و تضحك من حولك و أنت باكي ..
فتكون ممن قال فيهم الشاعر :
و أسعدت الكثير و أنت تشقى * و أضحكت الأنام و أنت تبكي
فإذا أصبحت
عِش تحت شمس يومك و لا تلتفت لأمسك لأنه قد خيم عليه الظلام ..
و فكر بيومك و غدك ..
و إذا أمسيت
عِش تحت ضوء قمر ليلتك و لا تلتفت لشمس نهارك لأنها رحلت و حل محلها الظلام